30‏/10‏/2009

قلائد الجنود .. تكشف المستور وتنذر بالمجهول

هي سنة الله في أرضه ، أن جعل لكل شيء مميزات وسلبيات ، قد لا يدركها المرء إلا بعد فترة من الزمن ، وهي سنة الله في أرضه أن جعل النصر والتمكين لعباده المجاهدين الذين لم يبدلوا أي تبديل ، بل ثبتوا على منهج الإسلام القويم ، فأكرمهم بحسن استغلال النصر ، ووهبهم دلائل تثبت نجاح عملياتهم وضرباتهم ، وتؤكد صحة إعلاناتهم ، وتفند كذب وادعاءات أعدائهم

ثبات حتى الممات
شعار كان حاضرا في قلوب المجاهدين قبل عقولهم خلال معركة الفرقان ، فلم يغادروا ثغورهم ، ولم تضعف هممهم ، ولم تلين عزائمهم ، بل ثبتوا وتمترسوا في أعظم المواقف التي لا يمكن للتاريخ أن يتجاهلها أو يمر عنها مرور الكرام


معركة الفرقان هي المعركة الأولى من نوعها التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على مدار سنوات احتلاله ، فالقصف المستمر ، واستخدام مختلف التقنيات والأسلحة ، والتقدم البري ، ظروف كفيلة بأن تحطم أكبر الدول ، وأقوى الجيوش ، ولكن إن توفرت العقيدة السليمة وصاحبها التوكل الصحيح على الله عز وجل ، فحتما حينها سيزول الخوف ، وسيبدد الوهم ، وستنهض الهمم للذود عن قطاع غزة ، وللوقوف سدا منيعا أمام ترسانة الاحتلال ، وليضع كل مجاهد نصب عينيه شعار تم تعميمه على الجميع " ثبات حتى الممات ، إما نصر وإما استشهاد

استغلال النصر
من الشيء المتعارف عليه بين العسكريين أن استغلال النصر يكمن في جلب غنائم من العدو ، أو تصوير العمليات التي ينفذونها ، وهذا كله من أجل كشف زيف ادعاءات الاحتلال ، وتوضيحا لمدى الخسائر الحقيقية التي تكبد بها .
وهذا الشيء معمول به في صراعنا المستمر مع العدو الصهيوني ، والذي اعتاد فيه الاحتلال على تضليل الجماهير وإخفاء حجم الخسائر التي حلت به وبجنوده ، إلا أن معية الله عز وجل كانت وما زالت حاضرة مع المجاهدين في أشد الأوقات وأيسرها ، وما معركة الفرقان التي حدثت في قرية المغراقة واستمرت ليوم واحد تكبد بها الاحتلال خسائر فادحة عنا ببعيدة ، وأكرم الله المجاهدين بحسن استغلال النصر من خلال تمكنهم من الحصول على غنائم تكشف الخسائر الحقيقية التي تعرض لها الاحتلال خلال هذه المعركة


كشف المستور
حرصت كتائب القسام على حسن استغلال النصر التي حققته على أرض المغراقة ، فقد كان أول استغلال لهذا النصر بعد تفجير عبوة أرضية بجرافة صهيونية كانت متوغلة باتجاه المغراقة من الناحية الغربية ، وأدت إلى تناثر أجزائها في مكان الانفجار ، ولكن المفاجأة تمثلت بتوفيق الله للمجاهدين وعثورهم على سبطانة السلاح الرشاش الذي يكون مثبت على سطح الجرافة ، حيث يبلغ طولها نصف متر ، وتكون موصولة بشكل محكم بالرشاش ، وقد قامت كتائب القسام بعرض هذه القطعة خلال الفيلم الوثائقي " بقاؤنا مقاومة " بالإضافة إلى عرض عدد كبير من أجزاء الآليات المتناثرة في كل مكان من منطقة المغراقة


روعة النصر
لربما كان أعظم نصر في هذه المعركة ، ما عثر عليه المجاهدين من خمسة قلائد فضية اللون للجنود مكتوب عليها اسم الجندي ورقمه العسكري ، وذلك في مكان انفجار آلية صهيونية على مفترق شارع الغول شرق مسجد الإيمان ، حيث تناثرت القلائد الخمس في المكان ، وتم العثور عليها فور انسحاب الاحتلال من المنطقة


وقد كشفت كتائب القسام خلال الفيلم الوثائقي بقاؤنا مقاومة هذه القلائد ، وقامت بعرضها بشكل منفرد وجماعي في مكان الانفجار ، وأشارت إلى أن هذه القلائد الخمس تعود للجنود الذين تؤكد مقتلهم أو إصابتهم بإصابات خطيرة ، وهم: الجندي " كلاينر سورون " ، ورقمه: 5926597، والجندي " أنفس أبشالوم " ، ورقمه: 5377189، والجندي " عوفر عران " ، ورقمه: 5360634، والجندي " كوهن أفيخار " ورقمه: 7686397، والجندي " ماتيوس أندري " ، ورقمه: 7714709

ليحقق بذلك القسام روعة استغلال النصر ، ولتنتصر العقول الإرادة القسامية على أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وليثبتوا للجميع صحة المقولة التي تفيد " أن الداخل إلى وحل قطاع غزة مفقود والخارج منها مولود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق