ماذا تفعل حماس؟
موقف حماس من حالة الحصار الشديد المضروب حولها، والتهديد المستمر بالحرب الأهلية، ليس موقفا عاديا بل استثنائيا. وهو بالفعل لا يخصها وحدها، بل ربما لا نبالغ إذا قلنا أنه لا يخص الشعب الفلسطيني وحده، بل الأمة العربية والإسلامية كلها.
فأي قرار تتخذه حركة حماس، حول وجودها في السلطة، له تداعياته على مختلف الأصعدة، لأن صعود حركة حماس وهي حركة مقاومة إلى السلطة الفلسطينية والتي كانت مختطفة من قيادات مشروع الاستسلام، يمثل علامة فارقة في تاريخ الصراع بين الأمة وأعدائها، لأنه يغير من تركيبة الجهة الممثلة سياسيا للشعب الفلسطيني. وعلية يصبح إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وإحداث التوازن بداخلها بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وضم فصائل المقاومة الإسلامية إليها، كل هذا يمثل تغييرا فعليا في الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ويغير منهج التعامل مع العدو ومع قضية الصراع العربي الصهيوني. وبجانب هذا، فالتفاصيل على أرض الواقع كثيرة ومعقدة، والخيارات ليست جاهزة وممكنة، بل هي كلها خيارات صعبة، والسؤال يدور حول ترك حماس للسلطة، والكثيرون يطالبون بهذا، خاصة بعد أن أصبح جزءا من ثمن بقاء حماس في السلطة، هو اشتعال الحرب الأهلية، والتي رأى البعض أن حركة حماس تورطت بالفعل في الحرب الأهلية، والتي تسمى الاقتتال الداخلي، وأن دماء فلسطينية بريئة سفكت بيد حركة حماس. من المهم عند تقييم الموقف القول بأن حركة حماس غير مسئولة عن الاقتتال الداخلي، لأنها الطرف المتضرر منه، ولأن تحقيق الأمان ومنع الفوضى الأمنية، يمثل هدفا مهما للحركة، فمن مصلحة الحركة وقف كل أشكال الاقتتال الداخلي ووقف الفوضى الأمنية، لأن هذا سيعتبر انجازا للحركة. كما أن الاقتتال الأمني والفوضى، تمثل عوامل تقلل من رصيد ما تنجزه الحركة على أرض الواقع. لهذا لا يمكن أن تكون حركة حماس مسئولة عن فعل يضرها، بل هي تدفع دفعا لدخول الاقتتال الأمني، حتى تصبح أمام موقف يتعارض مع ثوابتها الوطنية، مما يدفعها للخروج من السلطة. كما يراد من إشعال الاقتتال الداخلي، وضع حماس في موقف حرج، يظن المنظمون له بأنه سوف يسحب من رصيد الحركة في الشارع الفلسطيني. إذن هي حرب على حركة حماس، وفي نفس الوقت حرب على مستقبل الشعب الفلسطيني، وحرب على الناس في الشوارع والطرقات، والهدف منها أن تخرج حماس من السلطة، فهل تخرج؟ من وجهة نظر ترتبط بمستقبل الأمة العربية والإسلامية، نقول لا يجب على حماس أن تخرج من السلطة، لأنها إذا خرجت منها سوف تسلم السلطة الفلسطينية لنخب تريد بيع القضية الفلسطينية، وبالتالي سوف تعيد تأكيد تسليم مصير الأمة العربية والإسلامية في يد نخب الاستسلام والخنوع للمخططات الأمريكية والغربية والصهيونية. فدخول حماس إلى الانتخابات التشريعية لم يكن مجرد ممارسة للعمل السياسي، ولكن كان في تصورنا انتفاضة جديدة، ولكنها انتفاضة في المجال السياسي، الهدف منها تغيير تركيبة النخبة المسيطرة على المجال السياسي، وفي الوقت نفسه تغيير تركيبة التوازنات الإقليمية والدولية، وميزان الموقف الفلسطيني أمام الحكومة الصهيونية، وبالتالي تغيير التوازنات الدولية بين الأمة العربية والإسلامية وبين القوى المعادية لها. بهذا نتصور المسألة، فهي محاولة لتغيير الطبقة الحاكمة لتغيير المصير العربي والإسلامي، وهي محاولة لفتح مكان أمام فريق من طليعة الأمة، ليعبر عنها ويعلن أمام العالم رؤية جديدة تعبر عن الناس، وتجعل العالم الغربي خاصة، يرى أن رهانه على النخب المتحالفة معه، رهان مؤقت، لأن الأمة لها رؤية مختلفة عن النخب الحاكمة، وهناك قوى سياسية تعبر عن هذه الرؤية ويمكن أن تصل لمستوى إلى السلطة وتصبح الممثل الشرعي عن شعوبها. لذلك كانت معركة حماس السياسية، والتي أوصلتها للسلطة مهمة وضرورية في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وكان أيضا دخول جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المصرية وفوزهم بعشرين في المائة من مقاعد مجلس الشعب، خطوة على نفس الطريق. بهذا المعنى، والذي يحمل حركة حماس مسئولية كبيرة لا تقف عند حدود قضية فلسطين المحتلة، يمكن النظر في الاختيارات المتاحة للحركة، أو الاختيارات المطلوبة منها. والحقيقة أن الخيار الأول ليس البقاء في السلطة، فالتعبير في حد ذاته خطأ، ولكن الخيار الأول هو البقاء في العملية السياسية، وفي تمثيل الشعب الفلسطيني، أو تمثيل الكتلة المؤيدة لحركة حماس. فالمطلوب إذن هو بقاء حركة حماس في قلب العملية السياسية، والمطلوب أيضا هو بقائها في عملية المقاومة، أي أن الهدف النهائي هو المزاوجة بين العمل المقاوم والعمل السياسي، واستمرار النضال المسلح مع النضال السياسي، واستمرار التعبير سياسيا عن جبهة الممانعة والمقاومة في الشعب الفلسطيني، وأظن أنها الأغلبية، وجبهة الممانعة والمقاومة في الأمة العربية والإسلامية، وأظن أيضا أنها تمثل الأغلبية. وعليه لا نريد من حركة حماس أن تخرج من العملية السياسية، أيا كان شكل تواجدها في تلك العملية، وأيا كان شكل الحكومة التي تشكلها، المهم أن تبقى معلنة أن مشروع المقاومة والرؤية التي يحملها لحل القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة، هو المشروع المعبر عن هذه الأمة. لهذا نقول أن حركة حماس تمارس المقاومة، وهي هجومية على العدو ودفاعية على أعوان العدو من القيادات الفلسطينية. وعلى الحركة مسئولية كبيرة في ضبط جناحها المسلح، حتى لا يتورط في الاقتتال الداخلي، بل يكون موقفه دفاعيا فقط، وربما يتحمل تقديم الشهداء دون رد، حماية للمدنيين
فأي قرار تتخذه حركة حماس، حول وجودها في السلطة، له تداعياته على مختلف الأصعدة، لأن صعود حركة حماس وهي حركة مقاومة إلى السلطة الفلسطينية والتي كانت مختطفة من قيادات مشروع الاستسلام، يمثل علامة فارقة في تاريخ الصراع بين الأمة وأعدائها، لأنه يغير من تركيبة الجهة الممثلة سياسيا للشعب الفلسطيني. وعلية يصبح إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وإحداث التوازن بداخلها بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وضم فصائل المقاومة الإسلامية إليها، كل هذا يمثل تغييرا فعليا في الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ويغير منهج التعامل مع العدو ومع قضية الصراع العربي الصهيوني. وبجانب هذا، فالتفاصيل على أرض الواقع كثيرة ومعقدة، والخيارات ليست جاهزة وممكنة، بل هي كلها خيارات صعبة، والسؤال يدور حول ترك حماس للسلطة، والكثيرون يطالبون بهذا، خاصة بعد أن أصبح جزءا من ثمن بقاء حماس في السلطة، هو اشتعال الحرب الأهلية، والتي رأى البعض أن حركة حماس تورطت بالفعل في الحرب الأهلية، والتي تسمى الاقتتال الداخلي، وأن دماء فلسطينية بريئة سفكت بيد حركة حماس. من المهم عند تقييم الموقف القول بأن حركة حماس غير مسئولة عن الاقتتال الداخلي، لأنها الطرف المتضرر منه، ولأن تحقيق الأمان ومنع الفوضى الأمنية، يمثل هدفا مهما للحركة، فمن مصلحة الحركة وقف كل أشكال الاقتتال الداخلي ووقف الفوضى الأمنية، لأن هذا سيعتبر انجازا للحركة. كما أن الاقتتال الأمني والفوضى، تمثل عوامل تقلل من رصيد ما تنجزه الحركة على أرض الواقع. لهذا لا يمكن أن تكون حركة حماس مسئولة عن فعل يضرها، بل هي تدفع دفعا لدخول الاقتتال الأمني، حتى تصبح أمام موقف يتعارض مع ثوابتها الوطنية، مما يدفعها للخروج من السلطة. كما يراد من إشعال الاقتتال الداخلي، وضع حماس في موقف حرج، يظن المنظمون له بأنه سوف يسحب من رصيد الحركة في الشارع الفلسطيني. إذن هي حرب على حركة حماس، وفي نفس الوقت حرب على مستقبل الشعب الفلسطيني، وحرب على الناس في الشوارع والطرقات، والهدف منها أن تخرج حماس من السلطة، فهل تخرج؟ من وجهة نظر ترتبط بمستقبل الأمة العربية والإسلامية، نقول لا يجب على حماس أن تخرج من السلطة، لأنها إذا خرجت منها سوف تسلم السلطة الفلسطينية لنخب تريد بيع القضية الفلسطينية، وبالتالي سوف تعيد تأكيد تسليم مصير الأمة العربية والإسلامية في يد نخب الاستسلام والخنوع للمخططات الأمريكية والغربية والصهيونية. فدخول حماس إلى الانتخابات التشريعية لم يكن مجرد ممارسة للعمل السياسي، ولكن كان في تصورنا انتفاضة جديدة، ولكنها انتفاضة في المجال السياسي، الهدف منها تغيير تركيبة النخبة المسيطرة على المجال السياسي، وفي الوقت نفسه تغيير تركيبة التوازنات الإقليمية والدولية، وميزان الموقف الفلسطيني أمام الحكومة الصهيونية، وبالتالي تغيير التوازنات الدولية بين الأمة العربية والإسلامية وبين القوى المعادية لها. بهذا نتصور المسألة، فهي محاولة لتغيير الطبقة الحاكمة لتغيير المصير العربي والإسلامي، وهي محاولة لفتح مكان أمام فريق من طليعة الأمة، ليعبر عنها ويعلن أمام العالم رؤية جديدة تعبر عن الناس، وتجعل العالم الغربي خاصة، يرى أن رهانه على النخب المتحالفة معه، رهان مؤقت، لأن الأمة لها رؤية مختلفة عن النخب الحاكمة، وهناك قوى سياسية تعبر عن هذه الرؤية ويمكن أن تصل لمستوى إلى السلطة وتصبح الممثل الشرعي عن شعوبها. لذلك كانت معركة حماس السياسية، والتي أوصلتها للسلطة مهمة وضرورية في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وكان أيضا دخول جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المصرية وفوزهم بعشرين في المائة من مقاعد مجلس الشعب، خطوة على نفس الطريق. بهذا المعنى، والذي يحمل حركة حماس مسئولية كبيرة لا تقف عند حدود قضية فلسطين المحتلة، يمكن النظر في الاختيارات المتاحة للحركة، أو الاختيارات المطلوبة منها. والحقيقة أن الخيار الأول ليس البقاء في السلطة، فالتعبير في حد ذاته خطأ، ولكن الخيار الأول هو البقاء في العملية السياسية، وفي تمثيل الشعب الفلسطيني، أو تمثيل الكتلة المؤيدة لحركة حماس. فالمطلوب إذن هو بقاء حركة حماس في قلب العملية السياسية، والمطلوب أيضا هو بقائها في عملية المقاومة، أي أن الهدف النهائي هو المزاوجة بين العمل المقاوم والعمل السياسي، واستمرار النضال المسلح مع النضال السياسي، واستمرار التعبير سياسيا عن جبهة الممانعة والمقاومة في الشعب الفلسطيني، وأظن أنها الأغلبية، وجبهة الممانعة والمقاومة في الأمة العربية والإسلامية، وأظن أيضا أنها تمثل الأغلبية. وعليه لا نريد من حركة حماس أن تخرج من العملية السياسية، أيا كان شكل تواجدها في تلك العملية، وأيا كان شكل الحكومة التي تشكلها، المهم أن تبقى معلنة أن مشروع المقاومة والرؤية التي يحملها لحل القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة، هو المشروع المعبر عن هذه الأمة. لهذا نقول أن حركة حماس تمارس المقاومة، وهي هجومية على العدو ودفاعية على أعوان العدو من القيادات الفلسطينية. وعلى الحركة مسئولية كبيرة في ضبط جناحها المسلح، حتى لا يتورط في الاقتتال الداخلي، بل يكون موقفه دفاعيا فقط، وربما يتحمل تقديم الشهداء دون رد، حماية للمدنيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق