24‏/12‏/2009

غضب عربي وعالمي يلاحق مصر بسبب الجدار


انتقدت أطراف فلسطينية ودولية الجدار الفولاذي الذي تؤكد عدة تقارير أن السلطات المصرية بدأت في إقامته على الحدود مع قطاع غزة، أخطرها مساعٍ أوروبية لمقاطعة مصر اقتصاديًّا، فيما تقول مصر: إن الإنشاءات الجارية هناك ليست "جدارًا فولاذيًّا".

وشنت فصائل المقاومة الفلسطينية هجومًا على الجدار المصري وقالت في بيان لها: إنه يسهم في "خنق وتجويع شعبنا في القطاع ولا يخدم إلا الاحتلال الصهيوني"، ودعت الفصائل الجماهير الفلسطينية والعربية إلى التحرك السريع لوقف العمل بهذا الجدار، وحذرت من أن تداعياته تمس حياة أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، وطالبت القاهرة بوقف العمل فيه.

وانتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنشاء ذلك الجدار، معتبرة أنه "لا مبرر" لإقامته وحذرت من تداعيات ذلك على العلاقات الفلسطينية- المصرية.

ودعا أبو أحمد فؤاد مسئول الدائرة الإعلامية والسياسية للجبهة الشعبية القاهرة إلى تجاوز الضغوط الخارجية التي تتعرض لها من أجل إقامة الجدار.

وطالب القيادة المصرية بعقد اجتماع مع كافة الفصائل الفلسطينية لبحث موضوع الجدار وأبعاده وأهدافه، محذرًا من أن "الاستمرار في بناء الجدار سيضع علامة استفهام كبيرة على الموقف المصري، وسيسيء إلى العلاقة الحسنة بين الفصائل الفلسطينية والقاهرة".

وكان المجلس التشريعي الفلسطيني عقد جلسة استثنائية لبحث ملف الجدار المصري واستعرض تقريرًا أعدته عدة لجان برلمانية عن الآثار المحتملة لبنائه.

وأكد التقرير أن للجدار تداعيات وخيمة على مختلف مناحي الحياة في القطاع، وأنه يشكل تهديدًا خطيرًا على العلاقات المصرية- الفلسطينية، ويساعد على استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني.


وتقول الخارجية المصرية: إن هناك بناءً يجري على طول الحدود مع قطاع غزة, لكنها رفضت تسمية بعض التقارير لهذا البناء بأنه جدار فولاذي.


وفي رد فعل عربي قال الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس "جامعة الإيمان" في اليمن: إن بناء ذلك الجدار "لا يجوز وهو حرام وباطل شرعًا".

وتساءل: "لماذا هذا الجدار ولمصلحة من؟ ومن الذي أباح لمسلم المشاركة في حصار أخيه المسلم؟!".

وعلى الصعيد الدولي أعلن نشطاء أوروبيون عزمهم إطلاق حملة في عموم أوروبا لمقاطعة حركة السياحة إلى مصر والمنتجات المصرية احتجاجًا على قرار القاهرة بناء ذلك الجدار.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الثلاثاء الماضي عدد من الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان والمتضامنين مع القضية الفلسطينية ينتمون إلى عدة منظمات أوروبية، من بينها "تضامن من أجل فلسطين" و"سلام لأطفال العالم".

وأعرب الناشط البريطاني أرلو سييلفا عن سخطه الشديد إزاء المخطط المصري لبناء جدار مع قطاع غزة، معتبرًا إياه "الضربة الأقسى لسكان القطاع الذين أنهكهم الحصار والحرب على مدى السنوات الأربع الأخيرة".

وقال موقع "الجزيرة نت": إن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع قطاع غزة مدعوم من ساحل البحر الأبيض بأنبوب ضخم لضخ المياه يمتد لمسافة عشرة كيلومترات ويهدف لجعل التربة رخوة، والقضاء على إمكانية حفر الأنفاق من هذه المنطقة.

وأكد أن الأنبوب الضخم يمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط تجاه الشرق بمحاذاة الحدود بين مصر وغزة لمسافة عشرة كيلومترات ويتفرع من هذا الأنبوب إلى باطن الأرض عدد كبير من الأنابيب بقطر ست بوصات مثقوبة من كل الجهات وبعمق ثلاثين مترًا.

وأوضح أنه إزاء هذه الأنابيب الضخمة ستدق أسافين ضخمة من الفولاذ سمكها 15 سنتيمترًا وعرضها نصف متر وطولها 22 مترًا، متراصة على طول الحدود البالغة عشرة كيلومترات مربعة، وهذا النوع من الفولاذ جاء جاهزًا من واشنطن، وهو غير قابل للتفجير أو الاختراق بالإمكانات الموجودة.

وتقوم حاليًّا- حسب المصادر- آليات ضخمة من شركة عثمان أحمد عثمان بالتعاون مع شركات فرنسية وخبراء فرنسيين وأمريكيين بثقب الأرض بمثاقب ضخمة جدًّا من أجل دفع الأنابيب في باطن الأرض، حيث تعمل الآن أربع حفارات من هذا النوع إحداها تعطَّل أثناء مناوشات بين الفلسطينيين والجنود المصريين.

وحذرت المصادر من كارثة بيئية إذا دخلت المياه على بئر الماء الحلوة الوحيد الذي يشرب منه أهالي القطاع، ما سيؤثر على السكان، مشيرة إلى تسارع وتيرة بناء الجدار.

وأوضحت أنه بموازاة ذلك يتم حاليًّا إدخال أسلاك كهربائية ضخمة (كابلات) مزودة بمجسات داخل الأنابيب قبل ضخ المياه من أجل الكشف عن أماكن وجود الأنفاق، مشيرةً إلى أنه قد تم حتى الآن خلال هذه العملية إدخال عدد محدود من الأنابيب، وتم ثقب عدد من الأنفاق، ما تسبب بانهيارها، حيث قُتِل اليوم الخميس- وفق المصادر- أحد المواطنين الفلسطينيين في أحد الأنفاق ويدعى صلاح علون بفعل المثاقب الضخمة التي تدك الأرض.

جريمة ضد الإنسانية

وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا كشفت أن مصر أنجزت بناء 5.4 كيلومترات من جدار فولاذي طوله عشرة كيلومترات تبنيه على طول محور صلاح الدين بقطاع غزة المحاذي للحدود المصرية، بإشراف أمريكي- فرنسي- صهيوني.

واعتبرت المنظمة هذا الجدار- الذي قالت: إنه مصنًَّع أمريكيًّا- جريمة ضد الإنسانية، هدفه تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني بالقطاع، ودعت الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية للتحرك لوقف الإجراءات المصرية وفضحها.

وطبقًا للتقرير يُغرَس الجدار على عمق بين عشرين وثلاثين مترًا، ويتكون من صفائح فولاذية، طول الواحدة منها 18 مترًا، وسمكها خمسون سنتيمترًا، ومزود بمجسات تنبه إلى محاولات خرقه، ويُنْصَب بإشراف كامل من ضباط مخابرات أمريكيين وفرنسيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق