
تحدى آلاف المواطنين حصار غزة وقطع كهربائه وظلمة ليله، بإضاءة الشموع لتنير غزة المظلمة، فقد خرج الرجال والنساء والأطفال والعديد من المسئولين وهم يحملون الشمع المضيء تلبية لدعوة اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار لليوم الثاني على التوالي.
رئيس اللجنة الشعبية النائب المستقل جمال الخضري دعا المواطنين إلى الصبر، قائلاً:" نضيء شمعة ولا تنكسر الإرادة".
ومضى الخضري يقول أمام مئات المحتشدين:" قضيتنا ليس الحصار وإنما قضية تحرر لنيل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال". وشارك الخضري الأطفال ولمشاركين في حمل الشمع، مؤكداً أن الحصار طال كافة أطياف الشعب الفلسطيني.
وجاب مئات المواطنين والمسؤولين حاملين الشموع شوارع مدينة غزة المكحلة بالظلام والتي خلت بعضها من المشاة والمركبات وسط هاجس يراود الغزيين من كارثة إنسانية وبيئية قد تحلق بهم.
علامات القلق والحيرة بدت على وجوه المحتشدين، والذين رددوا شعارات منددة بالصمت العربي والدولي إزاء ما يحدث في القطاع، وهتفوا " لا لحصار غزة"، " ستنتصر غزة وينكسر الحصار"، " الحصار من خلفكم والبحر من أمامكم"، " نريد أن نعيش مثل أطفال العالم".
الطفل يوسف النمر (9 سنوات) نجل الشهيد ناهض، قال ببراءة الطفولة عن سبب تواجده بين الجموع في أجواء الصقيع:" أريد أن يفك الحصار"، واصفاً أجواء غزة وهو يحمل شمعة بيده بأنها ليست جيدة بعد انقطاع الكهرباء، مضيفاً بحسبه الطفولي " نعيش في معاناة والمرضى سيموتون إذا استمر انقطاع التيار الكهربائي".
أما ابن عمه سامح (13 عاماً) قال:" الله موجود"، مشيراً أنه كان يقضي سنوياً إجازته الصيفية مع عائلته في مصر غير أن إغلاق المعابر منعهم هذا العام.
فيما لم يمنع كبر السن الحاج محمود البرعصي من حمل الشمعة وسط المتظاهرين رغم البرد الشديد، قائلاً " هذا قدرنا ولن يضيرنا الله"، موضحاً وهو صاحب محلات صرافة وحوالات مالية " أن قطع الكهرباء سيؤثر على كافة أعمال ومحلاته التي يمتلكها، مستدركاً أن امتلاكه مولد كهرباء لن يحول دون ذلك مع انقطاع المحروقات.
ووجه البرعصي رسالة للحكومة الفلسطينية قائلاً :" اصبروا وكلما زاد الحصار كلما اقترب الفرج وزدتم قوة"، مخاطباً حكومة فياض " حسبنا الله ونعم الوكيل".
ومع انقطاع إمدادات البترول أغلقت العديد من المحطات أبوابها أمام المواطنين بقي بعضها مفتوحاً، حيث غصت بالحركة واصطف السائقين في طوابير أمامها أملاً في الحصول على لترات من السولار والبنزين.
ويخشى أن يؤدي قطع الكهرباء مع انعدام الوقود إلى التسبب بكارثة إنسانية وصحية وبيئية في القطاع الذي يعيش سكانه منذ عام ونصف العام حصاراً سياسياً واقتصادياً.
وقال أحمد حمد ( 40 عاماً) الذي يمتلك متجراً للمواد الغذائية شاكياً:" الطعام المثلج من لحوم وخضروات مجمدة والألبان والأجبان ستفسد إذا استمرت أزمة انقطاع الكهرباء على هذه الشكل".
وقال حمد: " لم أرى تواطئاً عربياً ودولي وفلسطينياً على غزة بهذا الشكل، ولا أرى جدوى من مناشدة العالم، هي مؤامرة لتركيع أهالي غزة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق