22‏/06‏/2007

الله عليكي ياحماس

اتذكرون ماذا فعل عملاء فتح مع هنية !! ؟


حسنا فعلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس عندما قامت بإطلاق سراح قيادات حركة فتح وقادة بعض الأجهزة الأمنية التابعين للرئيس محمود عباس والذين اعتقلتهم بعد المواجهات المسلحة في غزة طوال الأسبوع الماضي ، وأعتقد أن الرسالة التي خرج بها الجميع من هذا الإفراج السريع والمسؤول عن تلك الشخصيات قد وصلت ، فالمواجهات لم تكن تهدف إلى إراقة الدم أو تصفية الحساب ، وإنما قطع الطريق على المؤامرات العلنية التي تقوم بها شرذمة من المرتبطين بالتوجهات الأمريكية والصهيونية في فلسطين ، ورغبة في بسط الأمن في القطاع ، الذي شهد أشهرا من الفوضى وانعدام الأمن والبلطجة السياسية ، والتي لم يستطع أن يوقفها أحد ، لا الرئيس عباس ولا الوساطة المصرية
وأعتقد أن القيادة المصرية تحتاج الآن إلى إنهاء مرحلة "الوفد الأمني" خاصة وأن الدور المصري في غزة لم ينتهي ولن ينتهي ، ولكن العقلية والدور الذي كان يصلح بالأمس لم يعد صالحا اليوم ...
إفراج حماس عن رجال محمود عباس يعني أنها لا تنظر إلى الطرف الفلسطيني الآخر كعدو ، رغم المواجهات العنيفة والدموية ، وإنما هي فتنة وخلاف سياسي وصل إلى درجات العنف ، لكنه لم يغير العقيدة القتالية للمجاهدين ، والتي تضبط فوهات بنادقهم إلى عدو واحد

وحسنا فعل إسماعيل هنية عندما أكد على أن حماس لا تفكر مطلقا في إعلان دولة إسلامية في قطاع غزة ، لأنه يقطع بذلك الطريق على الأكاذيب الصهيونية وأبواقها العربية التي تتحدث عن دولة "حماستان" في غزة ، وتحاول أن تروع مصر والأردن تحديدا من وجود دولة للإخوان المسلمين على الحدود ، كل هذه أكاذيب ، لأن خصوصية الشأن الفلسطيني ومركزيته يستوعب كل الطاقة الفلسطينية سياسيا وعسكريا وفكريا ، ولا مجال مطلقا لدخول أي طرف فلسطيني ، خاصة في فلسطين ، في حسابات إقليمية سواء على مستوى النظم والحكومات أو الجماعات والأحزاب
تصريحات هنية أكدت ضمنا هذا المعنى ، وأرجو أن يكون ما حدث دافعا للقيادة المصرية في أن تعيد النظر في موقفها من الخريطة السياسية في فلسطين ، وأن لا تستدرج أبعد من ذلك عبر الأجندة الأمريكية المضطربة أصلا ، فأي عناد مع الواقع الجديد سوف يورط القيادة المصرية في وحل حقيقي يصعب الخروج منه بكرامة ، بينما العقلانية السياسية والتعامل بحكمة وشفافية مع الواقع الجديد من شأنه أن يمنح مصر دورا حاسما ومحوريا في أي تطور في الملف الفلسطيني

ومعظم قادة حماس الذين استمعت لهم أو قابلتهم خاصة الغزاوية يحملون حبا وولاءا فطريا لمصر واحتراما كبيرا للقيادة المصرية ولكنهم لم يخفوا دائما شعورهم بالغصة من التحامل عليهم والتحيز الرسمي مع المجموعة الأكثر فسادا ودموية وارتهانا للصهاينة في معسكر فتح


كذلك فالذين يراهنون على انقسام فلسطيني بين الضفة وغزة واهمون ، والذين يحرشون بين الفصائل من أجل اجتياح فتحاوي مزعوم في الضفة يتجاهلون الحقيقة التي كشفت عنها الانتخابات التشريعية والطلابية والنقابية في الضفة ، فحماس هناك قوية بما يكفي للردع وربما لإحداث المفاجأة ، وإن كنت أتصور أن حماس غير راغبة أبدا في التورط في الفتنة أو المواجهة ، ولكن من يدري إذا تطورت المؤامرات هناك ، ما الذي يحدث ، ومن يكون الخاسر فيها والرابح ، وإن كان القدر المتيقن أن الشعب الفلسطيني وقضية التحرير هي الخاسر الأكبر حينها بكل تأكيد

هناك تعليق واحد: